قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن بنيامين نتنياهو "قتل أي أمل" بشأن الرهائن المتبقين في غزة بعد الضربة الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت مفاوضي حماس في الدوحة. وأضاف آل ثاني أن ما جرى يمثل "إرهاب دولة"، داعياً إلى "تقديم نتنياهو للعدالة".
ذكرت الجارديان أن الغارة التي وقعت الثلاثاء في العاصمة القطرية قتلت ستة من أعضاء حماس كانوا يناقشون صفقة لوقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة ودول خليجية. وأوضح آل ثاني أنه التقى صباح الهجوم عائلات بعض الرهائن الذين وضعوا آمالهم في هذه الوساطة. وقال: "ما فعله نتنياهو بالأمس قتل أي أمل لهؤلاء".
واجه نتنياهو موجة انتقادات دولية، بينها بيان من البيت الأبيض وصف القصف الأحادي داخل قطر بأنه لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا. وردّ نتنياهو في خطاب مصوّر باتهام قطر بإيواء "إرهابيين"، محذراً: "إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة، وإذا لم تفعلوا، سنفعل نحن". كما اتهم قطر بإضاعة وقت إسرائيل عبر استضافة المفاوضات.
واصل مسؤولون إسرائيليون إظهار التحدي رغم الشكوك في نجاح العملية. كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس على منصة "إكس": "الذراع الطويلة ستضرب أعداءنا في أي مكان"، مؤكداً أن كل من شارك في هجوم 7 أكتوبر "سيدفع الثمن". أما السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل ليتر، فأكد أن العملية ستنجح "في المرة القادمة" إذا لم تحقق أهدافها الآن.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب طرح مقترح هدنة جديد، بينما أكد ترامب على منصته أنه لم يشارك في قرار القصف وأن حكومته حاولت تحذير قطر لكنها وصلت "متأخرة".
أصدرت حماس بياناً قالت فيه إن جميع قادتها بخير، لكنها اعترفت بمقتل خمسة عناصر أقل رتبة. وأعلنت قطر مقتل أحد أفراد قوات أمنها واتهمت إسرائيل بممارسة "إرهاب الدولة". كما وسعت إسرائيل ضرباتها الجوية لتشمل اليمن، حيث استهدفت مواقع للحوثيين في صنعاء، وفقاً لقناة "المسيرة".
قوبل الهجوم على الدوحة بإدانات واسعة. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قال إن إسرائيل "انتهكت سيادة قطر ولم تحقق شيئاً من أجل السلام"، بينما سارعت روسيا والصين وزعماء إقليميون إلى إعلان تضامنهم مع الدوحة.
أثار الهجوم مشاعر متناقضة داخل إسرائيل: احتفالات في بعض الأوساط مقابل قلق متزايد بين عائلات الرهائن. بعد 23 شهراً من الحرب، لا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة، ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وأظهرت استطلاعات الرأي دعماً واسعاً لاتفاق ينهي الحرب ويعيد الرهائن، في وقت يتهم فيه معارضون نتنياهو بإطالة أمد الصراع لأهداف سياسية.
منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي قتل 1,200 شخص معظمهم مدنيون وخطف 250 آخرين، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية واسعة قتلت أكثر من 64,000 فلسطيني وجرحت ما يزيد عن 150,000، وحولت معظم غزة إلى أنقاض.
قال الباحث أندرياس كريج من كينجز كوليدج إن الضربة الإسرائيلية في الدوحة "استهدفت قلب جهود الوساطة الإقليمية"، مضيفاً أن فشل واشنطن في منعها يكشف ضعف قدرتها على فرض سياستها. كما رأى الخبير الإسرائيلي عاموس ندان أن العملية قد تكون مشابهة لاغتيال حسن نصر الله العام الماضي، الذي أعقبه وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بعد شهرين.
أعاد الهجوم فتح الجدل حول مستقبل الوساطة القطرية التي لعبت دوراً رئيسياً في جولات التفاوض السابقة وأثمرت هدنات قصيرة بوساطة أمريكية ومصرية. لكن تصريحات آل ثاني أوضحت أن بلاده تعيد النظر في كل ما يتعلق بدورها.
في غزة، جددت حماس استعدادها لإطلاق جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية، بينما يصر نتنياهو على صفقة شاملة تشمل الإفراج عن الرهائن ونزع سلاح الحركة ونفي قادتها.
وفي صنعاء، قال شهود إن الضربة الإسرائيلية أصابت مقراً سرياً بين جبلين كان يستخدم كغرفة قيادة وسيطرة، بينما لم يتضح حجم الخسائر. يأتي ذلك بعد غارة إسرائيلية الشهر الماضي قتلت رئيس وزراء الحوثيين أحمد الرحوي. وواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ نحو إسرائيل بدعوى دعم الفلسطينيين.
بهذه التطورات، يتفاقم مأزق الرهائن والحرب معاً، بينما يزداد الضغط الدولي على نتنياهو لإنهاء النزاع وسط إدانات واسعة لنهج التصعيد.
https://www.theguardian.com/world/2025/sep/10/israel-threats-outrage-qatar-strike-hamas